قد أثار ترشيح الملياردير إيلون ماسك لجائزة سخاروف، التي تُعد من أعرق الجوائز الأوروبية في مجال حقوق الإنسان، جدلاً كبيرًا في الأوساط الأوروبية. حيث قام نواب من تكتلي "وطنيون من أجل أوروبا" و"أوروبا ذات الدول السيادية"، وكلاهما ينتميان إلى اليمين المتطرف، بترشيح ماسك معتبرين أنه مدافع عن "حرية التعبير" ومحارب للرقابة على منصة "إكس" التي يمتلكها.
من جانبه، نفى النائب الفرنسي تييري مارياني، عضو تكتل "وطنيون من أجل أوروبا"، أن يكون هدف ترشيح ماسك السخرية من المفوضية الأوروبية، مؤكدًا أن الترشح يأتي تقديرًا لجهود ماسك في تعزيز "النقاش الحر والمستقل"، في وقت يُعتقد أن "أيديولوجية الصحوة" تهدد حرية التعبير. يأتي ذلك في ظل النزاعات المستمرة بين ماسك والمفوضية الأوروبية بشأن قوانين مراقبة المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي، والتي قد تؤدي إلى فرض غرامات على منصة "إكس" في المستقبل القريب.
ورغم ترشيح ماسك للمرة الثانية على التوالي، إلا أن العديد من الأصوات في بروكسل تعبر عن استغرابها من هذا الترشيح، مثل ساندرو غوزي من تكتل "تجديد أوروبا"، الذي يرى أن ماسك أصبح زعيمًا للمتطرفين والقوميين حول العالم.
من الجدير بالذكر أن جائزة سخاروف، التي تُمنح لمن يساهمون في حماية حرية الفكر، سبق وأن مُنحت لشخصيات بارزة مثل نيلسون مانديلا والمعارض الروسي أليكسي نافالني. وسيتم الإعلان عن الفائز بالجائزة في الشهر المقبل، قبل تسليمها في حفل يقام في ديسمبر/كانون الأول.