شهدت العاصمة الليبية طرابلس انعقاد المنتدى الاقتصادي الليبي الإيطالي في دورته الثلاثين، حيث تم توقيع عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات بين ليبيا وإيطاليا، بحضور رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني. وتأتي هذه الخطوة بعد غياب المنتدى لعشر سنوات، مما يشير إلى اهتمام متجدد بتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وأعلن الدبيبة عن الاتفاق على عودة الخطوط الجوية الإيطالية للعمل في المطارات الليبية بدءًا من ديسمبر المقبل، إلى جانب رفع القيود على سفر رجال الأعمال الإيطاليين إلى ليبيا، مما يعكس نية البلدين في تعزيز التعاون التجاري والاستثماري.
وفي إطار تنفيذ معاهدة الصداقة بين إيطاليا وليبيا التي تم توقيعها عام 2008، تم الاتفاق على البدء قريبًا في تنفيذ مشروع الطريق الساحلي الذي يمتد من رأس إجدير إلى إمساعد على طول 1822 كيلومترًا. يُعتبر هذا المشروع أحد أبرز مشاريع البنية التحتية، إذ تعهدت إيطاليا بتخصيص 5 مليارات يورو لإنجاز مشاريع متنوعة في ليبيا على مدى 20 عامًا.
وأكدت ميلوني في زيارتها الرابعة إلى طرابلس دعم بلادها المستمر للاستقرار الاقتصادي في ليبيا، مع تأكيدها على أهمية تعزيز الشراكة الاقتصادية والتعاون في مجالات متعددة تشمل الصحة، التبادل التجاري، والمواصلات. وأضافت أن إيطاليا تُعتبر الشريك الاقتصادي الأكبر لليبيا، حيث تجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين 10 مليارات يورو في عام 2022.
هذه الشراكة تأتي في وقت تشهد فيه ليبيا انقسامًا سياسيًا، حيث توجد حكومتان تديران شؤون البلاد، الأولى في طرابلس برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والثانية في شرق البلاد بقيادة أسامة حمّاد.