تعد كوكا كولا واحدة من أكبر الشركات المنتجة للمشروبات في العالم، وقد تعرضت لانتقادات عديدة بسبب مساهمتها في التلوث البلاستيكي في المحيطات. وفقًا لتقارير من منظمات بيئية، تعتبر كوكا كولا واحدة من أكبر شركات صناعة البلاستيك القابل للتصرف في العالم، وتُتهم باستخدام كميات ضخمة من البلاستيك في عبوات مشروباتها التي ينتهي بها المطاف غالبًا في البيئة، بما في ذلك المحيطات.
على الرغم من التحسينات التي أعلنت عنها الشركة في السنوات الأخيرة، مثل خطط لتقليل استخدام البلاستيك غير القابل لإعادة التدوير وزيادة استخدام البلاستيك المعاد تدويره، فإن بعض الدراسات والتقارير تشير إلى أن كوكا كولا لا تزال مسؤولة عن نسبة كبيرة من البلاستيك الذي يتم التخلص منه في البيئة. في عام 2020، تم تصنيفها من قبل حملة "Break Free From Plastic" كأكبر ملوث بلاستيكي في العالم، بناءً على جمع البيانات المتعلقة بالمواد البلاستيكية التي يتم التخلص منها في الأماكن العامة والمحيطات.
هذه القضية تثير قلقًا بيئيًا عالميًا، حيث تعتبر المواد البلاستيكية تهديدًا كبيرًا للحياة البحرية والأنظمة البيئية.
في سياق إضافي، تُظهر التقارير العالمية أن الشركات الكبرى مثل كوكا كولا تستمر في مواجهة ضغط من المنظمات البيئية والحكومات حول العالم للحد من استخدام البلاستيك والتخلص من المواد البلاستيكية غير القابلة للتدوير. رغم بعض الخطوات التي اتخذتها كوكا كولا، مثل التزامها بجعل 50% من عبواتها مصنوعة من مواد معاد تدويرها بحلول عام 2030، إلا أن العديد من الناشطين والمراقبين يرون أن هذه الجهود لا تكفي لمعالجة حجم التلوث البلاستيكي الذي تسببه الشركة على مستوى العالم.
تعد قضية البلاستيك في المحيطات من أكبر التحديات البيئية في العصر الحالي، حيث يقدر الباحثون أن هناك ما بين 8 إلى 12 مليون طن من البلاستيك تدخل إلى المحيطات كل عام، ما يؤثر بشكل بالغ على الكائنات البحرية ويسبب تدمير النظم البيئية البحرية. لذلك، تدعو العديد من المنظمات إلى اتخاذ تدابير أكثر حزمًا، مثل فرض قوانين أكثر صرامة على الشركات المصنعة للبلاستيك وتوفير حلول مستدامة لتقليل استهلاك البلاستيك بشكل عام.
إن إصلاح هذا الوضع يتطلب جهودًا متكاملة من القطاع الخاص، الحكومات، والمستهلكين للتقليل من الاعتماد على المواد البلاستيكية الضارة وضمان أن تكون المنتجات التي يتم استخدامها قابلة لإعادة التدوير أو مصنوعة من مواد صديقة للبيئة.