"أبو الوفا" بث المشهد على فيسبوك.. مصريان ينهيان حياتهما بحبة الغلة


 شهدت مصر في الأيام القليلة الماضية حادثتين مأساويتين لانتحار رجلين باستخدام "حبة الغلة" السامة، حيث قام أحدهما ببث عملية انتحاره مباشرة عبر منصة فيسبوك.

في الحادثة الأولى، أقدم الشاب مصطفى محمد أبو الوفا، البالغ من العمر 27 عامًا، على تناول حبتين من حبوب الغلة السامة خلال بث مباشر على حسابه في فيسبوك. ظهر مصطفى في الفيديو قائلاً: "أنا أخدت حباية الغلة وذنبي في رقبة كل اللي ظلمني ومش مسامح كل من ظلمني". تم نقله إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الأولية، لكنه فارق الحياة لاحقًا. يُذكر أن مصطفى كان قد تعرض للاعتقال والإخفاء القسري لمدة 37 يومًا في عام 2023، مما أدى إلى تدهور حالته النفسية والصحية.


في حادثة أخرى، انتحر رجل يبلغ من العمر 25 عامًا في قرية "عزبة راغب" بمحافظة الغربية، بعد تناوله حبة الغلة السامة. حاول الرجل تسميم طفليه البالغين من العمر 9 و11 عامًا بإعطائهما حبتين مماثلتين، لكن تم إنقاذهما بعد نقلهما إلى المستشفى وإجراء غسيل معدة لهما. أفادت التقارير أن الرجل كان يعاني من أزمة نفسية حادة بسبب حزنه على وفاة زوجته، التي انتحرت بالطريقة نفسها قبل شهرين.


تُستخدم "حبة الغلة" كمبيد حشري لحفظ الغلال الزراعية من الفساد، لكنها تحتوي على مادة الألومنيوم فوسفيد التي تتحول إلى غاز الفوسفين السام عند تعرضها للرطوبة. بسبب سهولة الحصول عليها، أصبحت وسيلة شائعة للانتحار في بعض المناطق الريفية بمصر. في عام 2020، شهدت محافظة الشرقية وفاة ثلاث فتيات تناولن هذه الحبوب بدافع الفضول، مما أثار جدلاً واسعًا حول انتشار هذا السم القاتل.


تُظهر هذه الحوادث الحاجة الملحّة لتشديد الرقابة على بيع وتوزيع هذه المواد السامة، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للأفراد الذين يعانون من ضغوط نفسية ومشكلات اجتماعية.

إرسال تعليق

أحدث أقدم