في زمن تتزايد فيه الحروب والمعاناة، لا تزال الإنسانية قادرة على أن تلمع كنجمة في عتمة الليل. هذه المرة، جاءت اللمعة من تركيا، حيث أقدم رجل تركي بسيط على خطوة غير متوقعة لكنها عظيمة في معناها: تَبرَّع بسيارته الوحيدة لأهالي غزة، في لفتة إنسانية أثارت الإعجاب والتأثر في الأوساط الشعبية والإعلامية.
السيارة التي تبرع بها لم تكن فارهة، لكنها كانت كل ما يملك من وسائل النقل، وربما كانت ثمرة سنوات من العمل والكفاح. لكنه، أمام صور الأطفال المصابين، وصرخات الأمهات، وركام المنازل في غزة، اختار أن يتخلى عن "راحته" لأجل من لا يملكون حتى سقفًا يحتمون تحته.
قال المتبرع في تصريح مقتضب:
"ربما أستطيع المشي على قدميّ، لكنهم لا يملكون حتى الأرض الآمنة التي يمشون عليها."
إنها ليست مجرد سيارة، بل رسالة قوية لكل من يستطيع أن يقدم شيئًا – أي شيء – أن الدعم لا يُقاس بحجمه المادي فقط، بل بصدق النية وحرارة القلب.
في لحظة فقد فيها كثيرون الأمل بإنسانية هذا العالم، أعاد هذا الرجل التركي الإيمان بأن الخير لا يزال موجودًا، وبأن أهل غزة ليسوا وحدهم، بل هناك قلوب نابضة من إسطنبول إلى أقصى أطراف الأرض، تشعر بهم، وتدعو لهم، وتدعمهم بما تستطيع.