وقّعت سوريا في 1 مايو 2025 عقد امتياز جديدًا لمدة 30 عامًا مع شركة الشحن والخدمات اللوجستية الفرنسية "سي إم إيه سي جي إم" (CMA CGM) لتشغيل وتوسيع ميناء اللاذقية، البوابة البحرية الرئيسية للبلاد. يأتي هذا الاتفاق بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر 2024 وتولي حكومة انتقالية السلطة، ما أتاح فرصة لإعادة التفاوض على شروط العقد بما يخدم المصالح الاقتصادية السورية بشكل أفضل .
أبرز بنود العقد الجديد:
الاستثمار المالي: تلتزم الشركة الفرنسية باستثمار 230 مليون يورو (حوالي 260 مليون دولار) على مدار مدة العقد. يشمل ذلك 30 مليون يورو في السنة الأولى، و200 مليون يورو خلال السنوات الأربع التالية .
مشروع التوسعة: يتضمن العقد إنشاء رصيف جديد بطول 1.5 كيلومتر وعمق 17 مترًا، مزود ببنية تحتية حديثة، بهدف زيادة القدرة الاستيعابية للميناء وتحسين كفاءته .
تسوية الذمم المالية: تم الاتفاق على تصفية الذمم المالية المترتبة على الطرفين بموجب العقد السابق، ووضع شروط وآليات جديدة لتشغيل المحطة
تعديلات في الشروط: سعت الحكومة السورية إلى تحسين حصتها من الإيرادات مقارنة بالعقد السابق، بالإضافة إلى إدخال تحسينات فنية على التشغيل .
خلفية عن الشركة:
تدير شركة "سي إم إيه سي جي إم" محطة الحاويات في ميناء اللاذقية منذ عام 2009، وقد جُدد عقدها عدة مرات، كان آخرها في أكتوبر 2024 لمدة 30 عامًا خلال عهد الأسد . الشركة مملوكة للملياردير الفرنسي اللبناني رودولف سعادة وعائلته، الذين يمتلكون جذورًا في سوريا .
أهمية الاتفاق:
يُعد هذا العقد خطوة استراتيجية نحو إعادة تأهيل البنية التحتية البحرية في سوريا، وتعزيز موقع ميناء اللاذقية كمركز لوجستي إقليمي. كما يعكس رغبة الحكومة الانتقالية في جذب الاستثمارات الأجنبية وتحديث المرافق الحيوية لدعم الاقتصاد الوطني.