يعيش محمد، الأب السوري، رحلة مؤلمة في محاولة العثور على إجابات حول مصير ابنه شوق الذي فقد أثره بعد غرق سفينة قرب اليونان في يونيو 2023. كان شوق قد غادر الأردن، حيث عانى من صعوبات اقتصادية وعوامل طاردة في سوق العمل، وسعى للوصول إلى أوروبا لتحقيق حياة أفضل. رغم محاولات والديه إبقاءه قريبًا عبر تشجيعه على الزواج، شعر شوق بضرورة تحسين أوضاعه بعد زواجه، واتخذ القرار الصعب للقيام برحلة محفوفة بالمخاطر عبر البحر من ليبيا، على أمل الوصول إلى إيطاليا ومن ثم الاستقرار في ألمانيا أو هولندا.
بعد غرق السفينة، عاش والداه لحظات أليمة في انتظار الأخبار، بحثًا عن أي معلومة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وشهادات الناجين. لكن مع مرور الوقت، تأكد للأسرة أن شوق كان على الأرجح ضمن ركاب الطابق الثالث للسفينة وقت انقلابها. أثرت هذه الفاجعة بشكل كبير على زوجته التي فقدت حملها نتيجة الحزن الشديد. بعد الحادث، قدمت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين دعمًا للأسرة، مؤكدةً على ضرورة توعية اللاجئين بالمخاطر المحيطة بهذه الرحلات غير الشرعية.
تجسد قصة محمد وشوق المعاناة التي يمر بها الكثير من اللاجئين الذين يضطرون للجوء إلى طرق محفوفة بالمخاطر عبر البحر الأبيض المتوسط، مما يسلط الضوء على الحاجة الماسة إلى حلول آمنة للهجرة ودعم أكبر للاجئين الذين يعانون من ظروف صعبة في بلدان الاستضافة مثل الأردن.